- هناك ترتيب ملحوظ ومتناسق للسلوك، فسلوك الفرد لا يختلف كثيرا في المواقف التي تختلف في طبيعتها.
- وتؤثر الشخصية في سلوك الفرد واستجاباته للبيئة، كما أنهـا أيضا تجعل الفرد يتصرف بطرق مختلفة.
- وفي حين أن الشخصية تعتبر أحد المفاهيم النفسية لكن العمليات البيولوجية لها تأثير كبير فيها.
- فليس السلوك وحده هو ما يكشف عن الشخصية بل يمكن أن تظهر الشخصية من خلال تعاملنا مع الآخرين، وفي علاقاتنا، وأفكارنا، وانفعالاتنا.
هناك العديد مـن النظريات والمدارس الفكريـة التـي تحـاول أن تفهـم نمو الشخصية، وبعضهـا تناول هذه المسألة بالنقاش المفصـل ومـن بين تلك النظريات النظريات الإنسانية مثل هرم ماسلو للاحتياجـات الإنسانية التي تؤكد دور الإرادة الحرة للفـرد وتجربته، وهناك نظريات التحليل النفسي مثل نظريا (سيجموند فرويد) والتي تؤكد التجارب الأولى واللاوعي، وهناك أيضا النظريات السلوكية (مثل نظرية الإشراط الكلاسيكي، والإشراط الإجرائي) التي ترى أن الشخصية تنمو من خلال تفاعل الشخص مع بيئته.
وهناك نظريات السمـات الـتـي يـجـدر بنـا أن نوليها اهتمامنـا؛ لأنها تؤكـد أوجـه الاختلاف بين الأفراد وترى نظريات السمـات أن الشخصية متفردة وأنها تتألف من مجموعة من الخصائص المسئولة عن جعـل الشخص يتصرف بطريقة معينة، وتعرف هذه الخصائص بالسمات وتركز تلك النظريات على اكتشاف وقياس السمات الشخصية للفـرد، ولقد كان العديد من نظريات السمات على مدار تاريخ علم النفس، ومن اهمها:
نظرية السمات لـ ألبورت
فـي عـام 1936 وضـع عالم النفس جـوردون ألبـورت الأستـاذ بجامعة هارفارد وأول من قدم محاضرة عن علـم نفس الشخصية في الولايات المتحدة نظريتـه عن سمات الشخصية، حيث بحث في القواميس عن كل كلمة يمكن أن نصف إحدى سمات الشخصية، وخـرج بقائمة تزيد على 4500 كلمة قام بوضعها في ثلاثة تصنيفات وهي:
- سمات أصلية: وهي السمات التي تحدد شخصية الفرد كلها وتتحكم فيها، وهذه النوعية من السمات شديدة القدرة وغالبا ما تحدد طبيعة الشخص، ومن هذه السمات: الطيبة، والنرجسية، والميكافيللية.
- السمات المركزية: وهي السمات الشائعة وتتضمـن سمات مثل المودة، والعطف، والأمانة، إلى غير ذلك.
- السمات الثانوية: وتظهر في ظـل شروط وظروف معينة، فقـد يصبح الشخص متوترا مثلا قبل أن يلقي حديثا أمام الجمهور.
العوامل الستة عشر للشخصية عند كاتل
تناول أحد علماء النفس ريموند كاتل قائمة السمات الشخصية لـ البورت التي تزيد على 4200 سمة واختصرها إلى 171 سمة بأن جعل السمات المتشابهة سمـة واحدة وحذف السمات غير الشائعة، ثم قام كاتل بعد ذلك بوضع النماذج
استقصائية، استخدمت هذه السمات عينة كبيرة من الناس.
وبمجرد أن حصل كاتل على نتائج تلك الاستقصاءات قام بتحديد السمات المتقارب بعضها من بعض، واستخدم عملية إحصائية تعرف باسم تحليل العوامل لتقليل عدد سمات الشخصية الرئيسية بصورة أكبر، وتوصل إلى أن جميع السمات الشخصيـة ترجع في أصلها إلى ست عشرة سمة وأن كل فرد يمتلك تلك السمات السـت عشـرة بدرجات متفاوتة، والعوامل الستـة عشر للشخصية التي حددها كاتل ، هي:
التجرد/ الخوف/ الهيمنة/ الثبات الأنفعالي/ الحيوية/ الانفتاح علي التغيير/ المثالية/ الخصوصية/ التفكير المنطقي/ تحكيم الضمير/ الاعتماد علي الذات/ الحساسية/ الجرأة الاجتماعية/ التوتر/ اليقظة/ الدفء.
الأبعاد الثلاثة للشخصية عند أيزنك
فـي عـام 1947 وضع عالم النفس هانز آيزنك نموذجا للشخصية مستقلًا عن غيره من نظريات السمات، ثم قام بتعديل النموذج في أواخـر سبعينيات القرن العشرين، وكان نموذجه قائما على اعتقاد أن جميع الأشخاص يشتركون في ثلاث سمات عامة، وهي:
- الانطوائية مقابل الانبساطية: الانطوائية هي تركيز الشخص انتباهه على الخبرات الداخلية التي تجعل الفرد أكثر هدوءا وتحفظا، أما الانبساطية فيقصد بها تركيز الفرد انتباهه على من يحيطون به وعلى بيئته والأشخاص الذين يتحلون بدرجة كبيرة من الانبساطية يصبحون أكثر انفتاحا ومخالطة لمن حولهم.
- العصابية مقابل الثبات الانفعالي: وفقا لـ أيزنك فإن العصابية ترتبط بميل الفرد إلى الانفعال أو الغضب، بينما يرتبط الثبات الانفعالي بميل الشخص إلى الحفاظ على هدوئه وثباته الانفعالي.
- الذهانية: عندما تزيد درجة الاضطراب العقلي لدى الفرد فإنه يميل إلى العدوانية ومعاداة المجتمع، والتلاعب، ويميل إلى الخمول، ويجد صعوية في التعامل مع الواقع.
السمات الخمس الكبرى للشخصية
يعتقد من ينظرون اليوم إلى الشخصية أن نظرية كاتل تضم ؟ كما مبالغا فيه من سمات الشخصية، في حين أن نظرية آيزنك لا تشمل القدر الكافي من سمات الشخصية، في حين يؤمن الكثيرون منهـم بالنظرية المعروفة بـ نظرية السمات الخمس الكبرى، وتزعم هذه النظرية أن أساس الشخصية ما هو إلا نتاج لتفاعل خمس سمات رئيسية وهذه السمات هي:
- الانبساطية: مدى مخالطة الفرد غيره وانفتاحه على المجتمع.
- القبولية : مدى تحلي الفرد بالمـودة والتعاطف والثقة والسلوك الاجتماعي الإيجابي.
- الضمير والوعي: مدى قدرة الفرد على التنظيم والتفكير والتحكم في اندفاعه.
- العصابية: مدى تحلي الفرد بالثبات الانفعالي.
- الانفتاح: مدى قدرة الفرد على التخيل والإبداع وتعدد الاهتمامات.
وفي حين أنه يوجد الكثير من النظريات المختلفة التي تتعرض لموضوع الشخصية من نواح مختلفة، فإن هناك أمرا محددا يجمعهـا إذ إن الشخصية تعتبر موضوعا شديد الأهمية فهي تبقى ثابتة طيلة حياة الفرد، وهي المسئولة جعل الفرد يفكر ويتصـرف ويشعر بالأشياء بطريقـة متفردة ومختلفة عن الآخرين.